في ظل الظروف المأساوية التي تعيشها معظم بلداننا العربية ليست فقط السياسية والاجتماعية منها بل وتتعداها إلى معظم مجالات الحياة الأخرى، وأهمها الاقتصادية لأسباب كثيرة ليس أولها إن كل المجالات الأخرى مرتبطة بالاقتصاد وتعمل بدافع منه.
وإذا أردنا التفكير بالاقتصاد فنحن كأفراد عاديين ليس لنا منه إلا المهن التي نزاولها وبناءً عليها يتحدد تفاعلنا مع التغييرات الاقتصادية التي تحصل في مجتمعنا، سواء ازدهار أو انحدار لهذا الاقتصاد.
ففي الوقت الذي تبقى فيه وظيفتنا التي نمارسها مزدهرة ولا تتأثر بأي تغيير اقتصادي قد يحصل وخاصة عندما يكون سلبي كما هو الحال في الواقع العربي الآن، نبقى نحن بعيدين عن التأثر بسوء الأوضاع الاقتصادية على الأقل في الحد الأدنى من التأثر.
فمن غير المعقول أن تسوء الأوضاع الاقتصادية في بلدك وتبقى أنت بمعزل عن هذا السوء، ولكن المقصود هنا أن تبقى أنت تمارس وظيفتك بالشكل الذي يضمن لك مستوى مادي أفضل من باقي الأفراد الذين يمارسون وظائف أخرى في المجتمع قد تتأثر بسوء الأوضاع الاقتصادية.
ومن هذا المنطلق سنتعرف الآن على أفضل المهن وأكثرها إنتاجية على المدى الحالي وفي المستقبل المنظور في سوق العمل، والتي تضمن لأصحابها كم جيد من العائد المادي التي تنتجه حتى في حال تغير الظروف الاقتصادية وازديادها سوءاً.
مطور برامج
من الوظائف التي تشهد تناميًا سريع في سوق العمل وزيادة في الطلب، حيث ارتفع معدل نمو هذه النوع من الوظائف من عام 2005 حتى 2015 أكثر من 28%.
فقط ألقي نظرة على العالم من حولك لتعرف مقدار ما يقدمونه مسؤولي هذه الوظائف للبشرية اليوم، الحواسيب والأجهزة الذكية بكافة أنواعها ما كانت لتكون ذكية دون برامج صممت من قبل مطوري البرامج هؤلاء.
ما فائدة هذا الجهاز الذي تقرأ منه هذا المقال دون البرامج، كيف كنت ستصل لهذا المقال لولا برنامج ما لفتح هذه الصفحة بالتحديد. وظيفة مطور برامج من الوظائف التي تشهد تناميًا سريعًا حاليًا ومن المؤكد بأنه لن يتوقف هذا التنامي في المستقبل القريب.
الميزة الأفضل لهذا النوع من الوظائف إنها ستحقق دخل لا بأس به منها ولن تضطر لوظيفة أخرى بعد الدوام لأنها ستشغل لك كامل وقتك حتى وأنت في المنزل.
ممرض
وظيفة طبية لا بأس بها، ميزة هذه الوظيفة إنها ضرورية للمجتمع ولا يمكن التخلي عنها في أية ظروف ومهما كانت الأوضاع المادية لأفراد المجتمع سيئة. لا أحد على استعداد ليترك الأمراض تنهك جسمه مهما كلفه الأمر.
باعتبارك ممرض سيطلب منك تنفيذ أوامر الطبيب، تقديم النصح والمشورة، كتابة التقارير الطبية، ورعاية المرضى. يمكنك أن تمارس عملك لحسابك الخاص مباشرةً أو قد تكون موظف لدى أحد المراكز الصحية حيث تقطن.
ما تحتاجه لمزاولة هذا النوع من الأعمال هو شهادة تمريض من الكلية الطبية في الجامعة، أو يمكن الالتحاق بأحد المعاهد التي تؤهلك لمزاولة هكذا عمل.
محلل بيانات
اليوم كل الشركات والمراكز التي تتعامل مع كم هائل من المعلومات بما فيها الدوائر الحكومية تحتاج لهذا النوع من الموظفين، وخاصة مع ازدياد حالات القرصنة والجرائم الإلكترونية التي في كثير من الأحيان تهدد بيانات ومعلومات دول بكاملها.
لذا تسعى الجهات اليوم لتوظيف هذا النوع من الأفراد حتى تحافظ على أمن المعلومات والبيانات التي تملكها، وخاصة عندما تكون المعلومات حساسة وتهم الجانب الأمني للجهة. حتى المراكز الصحية كالمستشفيات صارت تهتم بهذا الجانب كون البيانات لديها تهم صحة المرضى وأي خطأ في معلومة قد يؤثر في حياة المريض.
ما تحتاجه لهذه الوظيفة شهادة جامعية في هندسة المعلومات أو الاتصالات أو البرمجة، أو اختصاص أخر على صلة بأنظمة الحاسوب والشبكة.
اختصاصي شبكات
اختصاصي الشبكات هو الشخص الذي يقوم بربط أجهزة الحاسوب بالشركة الواحدة ببعضها. وباعتبار اليوم كل شيء يعمل بواسطة الكمبيوتر وأنظمتها حتى أبواب الشركات وسجلات حضور وغياب الموظفين تعمل وفق أنظمة الحواسيب، فأن كل شركة بحاجة لموظفين من هذا النوع لمتابعة أنظمتها الإلكترونية والمحافظة على كفاءتها.
مسؤول تسويق
التسويق اليوم هو جزء أساسي من نجاح أي مشروع، ودونه لا يمكن للمشروع أن يصل للجمهور الذي يستهدفه أو الزبائن المحتملين، وتتضمن هذه الوظيفة إعداد حملات التسويق، دراسة المنافسين، كتابة المحتوى، تحديد الجمهور، التصميم وقد تشتمل على مهمات أخرى بحسب حملة التسويق والجهة التي تسوق.
طبيب أسنان
ليس من السهل الحصول على شهادة تؤهلك لهذه المهنة، ولكنها أيضًا من المهن المنتجة والتي مازالت تشهد ازدهارًا منذ السنوات القليلة الماضية ومتوقع له أن يستمر.
والسبب في ذلك إن هذه الوظيفة ليست على علاقة بالصحة والمرض فقط بل بالمظهر الخارجي والجمال أيضًا. فالكل يسعى للحصول على الشكل الأنيق والجذاب لأسنانه.
هذه أفضل المهن التي ما زالت تشهد نموًا متسارعًا منذ السنوات القليلة الماضية وحتى الآن ومتوقع لها أن تبقى بذات الوتيرة من النمو خلال المستقبل المنظور على مدى السنوات المقبلة.
وحتى مع احتمالية تغير الظروف الاقتصادية في البلدان العربية بين لحظة وأخرى لكثير من الأسباب المعلومة والمجهولة ستبقى هذه الوظائف بذات الوتيرة من النمو والازدهار وفي الحد الأدنى من التأثر السلبي بأية تغيرات وذلك بحسب دراسات لكثير من المراكز المتخصصة في المجال الاقتصادي وسوق الوظائف.