تعد علاقاتنا مع الأخرين بما فيها العلاقات الاجتماعية من الأشياء المهمة في حياتنا ودائمًا ما نعول عليها كثيرًا فيما يخص حياتنا الاجتماعية والمهنية وما يواجهنا من مشاكل وصعاب نسعى للتغلب عليها.
وأهمية العلاقات هذه تنبع من عجزنا عن الاستمرار في الحياة من دون التواصل مع الأخرين، ودون انتماءنا لمجموعات اجتماعية تساعدنا على تحقيق متطلبات الحياة الخاصة بنا وكذلك مساعدة غيرنا على تحقيقها.
فكيف يمكننا فتح قنوات تواصل فعالة مع الأخرين يمكن استغلالها لتحقيق أهداف التواصل التي نبتغيها، وكيف يمكننا التحكم بعلاقاتنا مع الأخرين لتحقيق نفع متبادل يعيننا لاستمرار حياتنا الاجتماعية بالشكل الذي يجب أن تكون عليه هذه الحياة؛ لتحقيق كل ذلك في هذا المقال 5 تقنيات ستساعدك على التحكم في علاقاتك مع الأخرين وتحقيق الغاية التي تسعى لها من تواصلك مع الناس المحيطين بك.
تحكم في العلاقات الاجتماعية حولك بهذه التقنيات
1 – قدم الحلول عوضًا عن المشاكل
عندما تكون في وسط اجتماعي ما سواء عمل أو مع الأصدقاء وغير ذلك، لا تتكلم عن المشاكل التي تواجه الوسط الذي أنت فيه، فالكل يعرف المشاكل بل قدم حلول لما يواجهكم من مشاكل وصعوبات، اقترح بدائل أقل تكلفة، تعطي نتائج أفضل، أو تكون المشاكل فيها أقل.
بهذا الأسلوب يمكنك كسب المكانة والاحترام في الوسط وستكون محط انتباه للكل وليس كأي شخصية عادية دائمًا ما تتذمر من المشاكل والصعوبات التي تواجههم دون أي جهد لتقديم حل أفضل.
2 – أتقن استخدام الصمت
الصمت أحد فنون العلاقات الاجتماعية ومهارة لا يحسن استخدامها الجميع بالشكل الأمثل، تعلم كيف تتقن استخدام هذه المهارة ومتى يكون الصمت مناسب ومتى يتوجب عليك الرد. عندما يكون الحوار مجدي ومنظم ويجري مع أشخاص لهم مكانتهم من غير المجدي الصمت، بل سيكون من الأفضل طرح وجهة نظرك وتقديم ما لديك من اقتراحات بناءة.
أما في حال كانت الجو العام مشوش ولا فائدة من الكلام وكل ما يتم الحديث فيه مجرد شكوى وتذمر وكلام لا يقدم ولا يؤخر فمن غير المجدي طرح وجهة نظرك في هكذا أجواء. باختصار، تحتاج لتتعلم مهارة الصمت عبر الممارسة والتدريب وحسن الاضطلاع حتى تتقن استخدامها بالفعالية المطلوبة وتحقق مبتغاك من العلاقات الاجتماعية مع الأخرين.
3 – اطلب المساعدة من الشخص المناسب
هل سبق وسمعت بمفهوم “بن فرانكلين” في التأثير، خلاصة هذا المفهوم تقول: “إن الشخص الذي سبق وقدم لك مساعدة يكون أكثر تقبلًا لمساعدتك مرة أخرى من الشخص الذي أنت ساعدته”.
الخلاصة إنه من الأفضل أن تطلب المساعدة إن احتجتها من شخص سبق وساعدك أفضل من أن تطلبها من شخص أنت ساعدته، إدراكك لهذا المفهوم سيساعدك في بناء علاقات متينة مع الأشخاص الذي سبق وساعدوك أكثر من احتمالية بناء علاقات مع أشخاص أنت ساعدتهم.
4 – دع الأخرين يشعرون بتقديرك لظروفهم
كمثال لشرح هذه الفكرة؛ لنفرض إنك بحاجة لخدمة ما من شخص، اطلب من هذا الشخص أكثر من مجرد الخدمة التي تريد، وفي حال الرفض تخلى عن طلبك الأول واطلب فقط ما تريد، في هذه الحالة سيشعر الشخص بأنك قدرت ظروفه إنه لا يستطيع تأمين طلبك الأول فطلبت شيء أبسط وأهون.
أما في حال قبل الشخص من البداية طلبك الأول والذي هو أكثر مما تريد، من الجيد أن تخفض مستوى الطلب مظهرًا إنك مقدرًا لظروفه ولا تريد إلزامه بالكثير. في هكذا حالات سيرى الطرف الأخر بأنك تقدر ظروفه ومهتم له حتى في حال طلبك منه خدمة ما.
5 – انتظر اللحظة المناسبة لتقرر
إن كنت بصدد اتخاذ قرار ما وتتوقع إنه قد لا يتم قبول قراراتك من الجميع أو قد لا تلقى استحسان، من الجيد أن تنتظر اللحظة المناسبة لاتخاذ قرارك، انتظر حتى يشعر الأخرين بالتعب من المشاكل والصعوبات التي تواجههم، تحلى بالصبر حتى ترى علامات الإنهاك فيهم، في تلك اللحظة يكونون أكثر ميلًا لتقبل القرارات دون نقاش ومساءلة.
وبالتالي هذا شكل من أشكال التحكم في العلاقات الاجتماعية حولك وفي ردة فعل الأخرين تجاه ما قد تتخذه من قرارات.
6 – لا تخبر الأخرين بأخطائهم
عندما يخبرك شخص ما بأنك مخطئ سرعان ما تظهر عليك علامات الانزعاج والنفور من هذا الشخص، وكذلك بالنسبة للأشخاص الأخرين إذا ما أخبرتهم بأنهم مخطئين. لذا، وللمحافظة على علاقات طيبة مع الأخرين تجنب قول ذلك لهم بشكل مباشر.
ولتتجنب ذلك، حاول الحديث مع الشخص حول النقاط المتشابهة بينكم وتلك المتفقين عليها، ثم انتقل تدريجيًا لما فيه تختلفون، وبذلك يبدأ الشخص بالاستماع إليك بدلًا من النفور منك في حال أخبرته بخطئه مباشرة.
أخيرًا، إدارة علاقاتك الاجتماعية والتحكم بها ليس بالأمر البسيط تحتاج قدر من التركيز والذكاء حتى تصل بعلاقاتك للمستوى المطلوب وتحقق الغايات التي تسعى خلفها، هذه كانت 6 نصائح ستساعدك في ذلك إن أحسنت استخدامها بالشكل الأمثل.