يعد القذف المتأخر أحد المشاكل الجنسية التي تظهر لدى الرجال، وهو على العكس من سرعة القذف التي يعاني منها الكثير من الرجال، لا تظهر مشكلة تأخر القذف لدى الكثيرين إلا في حالات معينة ونتيجة أسباب عدة سنأتي على ذكرها تباعًا. ولكن هذا لا يعني عدم إمكانية حدوثها مع أي رجل إذا ما توفرت أسبابها.
ويعرف القذف المتأخر بأنه تأخر في الوصول إلى الذروة الجنسية خلال التواصل الجنسي بين الزوجين، وبالتالي تأخر خروج المني من العضو الذكري حتى مع الانتصاب الكامل، وفي الحالات القصوى عدم خروج المني نهائيًا.
وتختلف هذه الحالة بين رجل وآخر وقد تكون مؤقتة أو دائمة، وترجع لأسباب نفسية وجسدية مختلفة.
أسباب القذف المتأخر
أسباب نفسية
بحسب الرابطة الأمريكية للطب النفسي، فأن المشاعر السلبية التي تنتاب الرجل نتيجة تعرضه لموقف ما أو أزمة أو حالة نفسية غير مرغوبة تعد من المسببات الرئيسة لتأخر القذف عند الرجال.
وخاصة إذا ما كانت المشاعر السلبية تلك على صلة بعلاقة الرجل بزوجته، كأن تكون نتيجة خلاف مع الزوجة أو نفور منها لسبب ما، وبالتالي غياب رغبة حقيقة تجاه الشريكة.
إضافة إلى الحالة المزاجية للشخص التي قد لا تكون بحالة ملائمة مما يحول ذلك دون المتعة الجنسية الكاملة مع الزوجة، وظهور هكذا مشاكل.
نستطيع أن نضيف أيضًا تأثير البيئة المحيطة بالرجل خلال تنشئته إلى العوامل النفسية التي قد تساعد على ظهور مشكلة تأخر القذف.
فالشخص الذي ينشئ في وسط اجتماعي يعد مواضيع الجنس والعلاقة الجنسية بأنه شيء محرم وغير لائق ونجس وما إلى ذلك سيكون ذلك من العوامل المساعدة لظهور المشاكل الجنسية لديه.
أسباب جسدية
الكثير من المواد الكيميائية مثل المخدرات بكافة أنواعها والمشروبات الكحولية وبعض الأدوية والعقاقير الطبية وخاصة تلك التي تستخدم كمهدئات عصبية أو مضادات اكتئاب جميعها لها تأثير سلبي قد يساعد على ظهور مشكلة القذف المتأخر.
مثل هذه المواد يكون لها تأثير مباشر على مستويات السيروتونين في الدماغ والذي بدوره يوثر على أداء القضيب في استجابته للاستثارة الجنسية ويؤخرها، وبالتالي تأخر القذف (خروج المني) وربما قد يصل لعدم خروجه نهائيًا في بعض الحالات.
أسباب أخرى قد تكون الأمراض التي تصيب الأعضاء التناسلية ومنطقة الحوض بشكل خاص، لاحتواء هذه المناطق على الأعضاء المسؤولة عن عملية القذف.
أمراض السكري والضغط واضطراب الهرمونات في الجسم وعدم انتظام إفرازها من الأسباب التي قد تحدث تأخر في عملية القذف لدى الذكور.
معالجة مشكلة تأخر القذف
الطريقة التي بإمكانك استخدامها لمعالجة مشكلة تأخر القذف تختلف بحسب الأسباب التي أدت لظهور هذه المشكلة لديك.
من الأسباب التي ذكرت أعلاه يمكنك تحديد أسلوب الحل الذي يناسب حالتك وطبعًا بعد معرفتك لمقدار المشكلة لديك، وبالتالي تحديد ما إذا كنت قادر على مواجهة المشكلة وحلها بمفردك أم إنك بحاجة لاستشار إخصائي على الأقل.
هل تنتابك حالة نفسية سيئة في الفترة التي غدوت تعاني فيها من مشكلة تأخر القذف، وعلى أثر تلك الحالة ظهرت هذه المشكلة.
إن كان جوابك نعم فهنا يتوجب عليك الانتقال إلى الحالة النفسية ذاتها، هل هي على صلة بحياتك المهنية وضغوط العمل أم مشكلة على صعيد العائلة أو الأقارب أو مشكلة مع زوجتك وتخصكم أنتم الاثنين فقط.
بعد تحديد سبب حالتك النفسية من ذلك بإمكانك معالجة هذه الحالة ذاتها، إن كانت على صعيد العمل مثلًا يتوجب عليك فصل حياتك المهنية عن حياتك الزوجية قدر الإمكان، وبالتالي تستمر في تحليل الأمور على هذا المنوال حتى معالجة المشكلة العاطفية أو النفسية بشكل نهائي.
إن كنت تتعاطى بعض العقاقير الطبية التي تؤثر على الوظائف الجنسية لجسمك وخاصة تلك التي على صلة بالحالة العصبية أو الاكتئاب كما ذكرنا في الأعلى، هنا يتوجب عليك استشارة الطبيب.
عله يستبدل لك هذه الأدوية بأدوية أخرى ليس لها تأثير على الحالة الجنسية، أو قد يطلب منك التوقف عن تعاطي هذه الأدوية إن رأى إن حالتك لم تعد بحاجة لها.
أما إذا كنت تتعاطى بعض من المواد المخدرة أو الكحول وتكثر في ذلك فهنا يتوجب التخلي عن هذا الأمر ودون مناقشة. طبعًا إن أردت معالجة مشكلة تأخر القذف لديك.
يذكر إن بعض الأطباء غدا يستخدم بعض الطرق لمعالجة مشكلة تأخر القذف لدى الرجال، وذلك عبر تدريب الرجل على ممارسة العادة السرية وإرشاده إلى ممارسة ذلك بشكل تدريجي، وقد يطلب الطبيب ممارسة ذلك مع الزوجة بهدف تحقيق المزيد من الاستثارة.
وأطباء أخرين ينصحون الرجل بتعلم فنون المداعبة مع الزوجة وممارستها قبل البدء بالعلاقة الحميمة وذلك بهدف جعل الرجل يتهيأ عقليًا للعلاقة الجنسية قبل البدء بها، وبالتالي يحقق ذلك الغاية المرجوة بالوصول إلى النشوة والقذف أخيرًا.
إذن حل هذه المشكلة يعتمد على الرجل ذاته الذي يعاني منها، حيث يتوجب عليه إذا ما أراد معالجة مشكلته تحديد الأسباب التي أدت لظهور هذه المشكلة فيه والعمل على معالجة هذه الأسباب سواء بمفرده إن استطاع أو بمساعد الطبيب وذلك حسب الأسباب.