غدت الأفلام الإباحية على نطاق واسع في شبكة الإنترنت والملايين من الأفلام والمقاطع والصور الإباحية صار يمكن مشاهدتها مجانًا وبكبسة زر، ويُقدر اليوم وجود أكثر من 35 مليون موقع إباحي في العالم، إضافة إلى عدد كبير من القنوات التي تعرض على مدار 24 ساعة أفلام يتفنن صناعها في إثارة غرائز الشباب.
ولم يقتصر الأمر على ذلك فقد أصبحت الإباحية موجودة على نطاق أوسع حتى أصبحنا نشاهد مجلات متخصصة في عرض الصور الإباحية، وبعض هذه المجلات غدت مخصصة لاستهداف الفتيات وإثارة الغريزة لديهن بهدف جمع المال.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هناك بالفعل ما يعرف بإدمان مشاهدة المواد الإباحية؟ أم أن الموضوع لا يتعدى مجرد نوع من التسلية والمتعة التي يحصل عليها من يتابع هذه الأفلام؟
إن الإجابة عن هذا السؤال سهلة للغاية، فهناك الكثير من الناس حول العالم يقضون وقتهم في متابعة هذه الأفلام وجمع الصور المثيرة للغرائز، ويبحثون عنها بين مواقع الإنترنت، كما يبحث المدمنون عن الكحول أو الكوكايين أو الماريغوانا.
والآن يوجد في شتى أنحاء العالم عدد كبير من الناس الذين يبحثون عن حل لمشكلتهم، فهم غير قادرين على قضاء وقت فراغهم دون متابعة هذه الأفلام والصور، ويشعرون بنفس الوقت بالذنب حيال ما يفعلونه، حتى أن البعض منهم يلجأ أحيانًا إلى زيارة الطبيب النفسي عله يساعده في التخلص من هذه المشكلة.
ويزيد من هذه المشكلة سهولة الوصول إلى هذه المواد ببساطة، فأنت لست بحاجة سوى إلى اتصال بشبكة الإنترنت وجهاز ليعرض لك هذه الأفلام والصور، وهذا يساعدك في الوصول إلى هذه المواد دون علم الأخرين وبسرية تامة، ويمكن الخروج من هذه المواقع فورًا بضغطة زر واحدة.
هل بالفعل مدمن على الأفلام الإباحية؟
كيف يمكنك معرفة ما إذا كنت مدمن فعلا على الإباحية؟ حسنًا، إذا كنت تشعر أنها تسيطر عليك وتشاهد الإباحية بانتظام لساعات، وتشعر غالبًا أنك غير قادر على التوقف، وإذا كان ذلك يؤثر على العمل والحياة الاجتماعية، والنوم في بعض الحالات.
كل هذه الأمور تعني بأنك قد أصبحت من الأشخاص الذين أدمنوا مشاهدة هذه الأفلام والصور ولا تستطيع التوقف عنها بسهولة، حيث تشعر دائمًا برغبة شديدة بالاستمرار في هذا الفعل.
الإباحية تضعف الحواس وتتركك تشعر بأنك غير قادر على التركيز في أي شيء آخر. يمكن أيضًا أن تشعرك بالاشمئزاز من نفسك.
كيف تدمن على مشاهدة الصور والأفلام الإباحية؟
مثل أي سلوك إدماني، أولًا هناك شعور بناءً على التوقعات قبل بدء المشاهدة، في البداية الإثارة والمتعة والشعور بالشهوة، وبعد ذلك شيئًا فشيء يصبح الأمر مجرد شعور أجوف عادي كغيره من العادات اليومية التي تقوم بها.
ولكن دائمًا هناك طريق للعودة، وفيما يلي خمس خطوات رئيسية للتغلب على إدمان الإباحية.
تغلب على إدمان الأفلام الإباحية
1.استشعر العواقب قبل حدوثها
هل لاحظت دائمًا أنك تسير في حلقة مفرغة، ففي كل مرة ترغب فيها بمشاهدة الإباحية يكون لديك شعور بالرغبة والغريزة التي تدفعك إلى القيام بهذا الفعل، لكن ما أن تنتهي من المشاهدة، وبعد فترة من المتعة والنشوة، ستشعر بخيبة الأمل والعار والاشمئزاز من نفسك.
الشعور بالذنب هو من أكثر الأشياء التي يمكن أن تساعدك على التغلب على إدمان الإباحية، ولكن كيف يكون ذلك؟
في المرة القادمة التي تشعر فيها بالغريزة والرغبة لمشاهدة الإباحية، أبتعد قليلًا عن الجهاز الذي تستخدمه، ثم توجه إلى غرفة أخرى، وأغمض عينيك لمدة عشرين ثانية.
تذكر واقع شعورك بعد مشاهدة وعرض الإباحية، ركز على شعور الاشمئزاز وخيبة الأمل. هذا سيذكرك بالشعور السيء الذي كان يراودك بعد المشاهدة في المرات السابقة، مما قد يساعدك في الامتناع عن القيام بذلك مرة أخرى.
2.تحدي هراء المواد الإباحية
الخطوة الثانية هي للطعن في جزء من الإدمان، فعقلك أحيانًا يقول لك أشياء مثل:
عقلك
“إنها ليست سيئة للغاية، الكثير من الناس تفعل ذلك!”
التحدي
هل يمكن أن تقول لنفسك: “نعم، والكثير من الناس يقومون بإيذاء أنفسهم!” أو “أنا لا أريد أن أكون مثل كل هؤلاء الناس الأخرين في فعل ذلك!”
عقلك
“إنها بخير، ما عليك سوى أن تفعل ذلك لبضع دقائق وتكون مجرد نظرة!”
التحدي
“نعم بالتأكيد، إن مجرد النظر لبضع دقائق قد تشعرني بالرغبة بالاستمرار لفترة أطول ولا أرغب في تضييع وقتي أكثر!”
عقلك
“هيا، لقد كان هذا يوم صعب أنت تستحق ذلك!”
التحدي
ربما مع قول: “نعم وهذا من شأنه أن يجعل اليوم أسوأ بعشر مرات، أنا بحاجة إلى شيء ما يحدث في الواقع ليجعلني أشعر بأنني أفضل!”.
لذلك، كلما عمل عقلك على محاولة لتبرير النظر إلى المواد الإباحية، عليك أن تتعلم كيف تعترض عليه وتتحداه.
3.تجنب الحالات التي تجعلك ترغب بالمشاهدة
عندما تفكر بالأوقات التي تشاهد فيها المواد الإباحية، اسأل نفسك ما هو الشيء المختلف في هذه الأوقات؟ هل السبب هو المماطلة من مشروع عمل أو الشعور بالملل أو الوحدة أو التعب؟
استخدام الإباحية لأنك متعب وبحاجة إلى “راحة الدماغ” سيكون تأثيره بجعلك متعب بشكل أكبر.
هنا عليك وضع خطة؛ عندما تشعر بأن هذا الوقت هو وقت مشاهدة المواد الإباحية، مثلًا إذا كنت تشعر بالتعب، أغمض عينيك لمدة عشرين دقيقة واسترخي، أو حتى اذهب في نزهة (أو أي ممارسة يمكن أن تجعلك تشعر بأنك نشيط).
تعرف على نفسك، وعليك أن تقول لنفسك: “حسنا، هذه الليلة هي نهاية أسبوع طويل وسأكون متعبا ربما حان الوقت لمشاهدة الإباحية، لذلك أنا ذاهب إلى صالة الألعاب الرياضية، أو بعد العمل سأرتب لقاء مع الأصدقاء “، وكلما سرت بعيدًا عن الإباحية، ستصبح العملية أسهل.
4.استخدم خيالك لمساعدة نفسك
كثيرًا ما يقال إن أكبر جهاز جنسي هو الدماغ. فإذا كنت تشعر بالإثارة، حينئذ عليك تشغيل دماغك لمشاهدة الإباحية بشكل سلبي عن طريق التخيل.
تعلم أن تتخيل، ستقضي وقتًا أقل بكثير عند القيام بذلك، ويمكن “توجيه الإباحية الخاصة بك” داخل عقلك، ستجد أن هذا في نهاية المطاف شيء أفضل، ولكن الغريب أنه لا يجعلك تشعر بالذنب والاشمئزاز كما يحدث عند النظر إلى المواد الإباحية.
الخيال الخاص بك يمكن أن يكون مجزيًا باستمرار، وبالتالي يقلل من الإدمان، مما يوفر لك الوقت والطاقة.
5.قم بفعل شيء أكثر إثارة للاهتمام بدلًا من ذلك
من الناحية المثالية، ماذا يمكن أن نفعل ليكون بديلًا عن إضاعة الوقت في مشاهدة الصور والأفلام الإباحية؟ هل هو تعزيز حياتك المهنية؟ أم إتقان العزف على آلة موسيقية؟ أم التنشئة الاجتماعية؟
حتى مشاهدة التلفزيون يمكن أن تشعرك بإنتاجية أفضل، الوقت ليس لانهائي، لذلك بدلا من إضاعة الوقت في القلق بشأن مشاهدة المواد الإباحية أو الشعور بالذنب، ابدأ التركيز على ما تريد حقًا أن تفعله في وقتك.
أحد المدمنين على المواد الإباحية لم ينظر للإباحية لمدة ثلاثة أشهر. يقول إن لديه طاقة مدهشة ويشعر وكأنه أعاد الاحترام لنفسه مرة أخرى.