قد يكون السؤال الذي قرأته في العنوان محيّر بعض الشيء، ما الذي يريده الرجل من المرأة ولا يقوله، وما الذي يمنعه من طلب ذلك الشيء. ربما خطر في ذهنك بعض الإيحاءات الجنسية أو شيء من هذا القبيل.
في الحقيقة الأمور الجنسية شيء آخر وتحصيل حاصل في النهاية، حيث وبحكم العلاقة الزوجية سيجد كل من الطرفين طريقة ما للتعبير عن حاجاتهم ورغباتهم الجسدية.
ولكن تبقى بعض الأمور والتي مهما كانت العلاقة بين الطرفين متينة وقائمة على أسس قوية ومشتركة من التفاهم المتبادل لا يمكن تحصيلها بالطلب المباشر، ومن الصعب أن نجد طريقة مناسبة للتعبير عنها. بل وأكثر من ذلك هذه الأمور خصيصًا تفقد قيمتها وتُفرغ من معناها إذا ما طلبت بشكل مباشر من الطرف الآخر.
لذا ما هي هذه الأمور والتي يحتاجها كل رجل من زوجته ولا يمكن أن يطلبها أو يقولها، وإنما يجب أن تمنح له دون طلب. لنتعرف عليها.
يحتاج الرجل من المرأة الاحترام
الاحترام لا يمكن أن يُطلب إذا لم يكن نابع عن إرادة وقناعة من الطرف الثاني في العلاقة. الرجل عادةً لا يستطيع أن يتقبل علاقة لا يُحترم فيها وخاصة إذا ما كانت هذه العلاقة مع زوجته.
وأكثر من ذلك، العلاقة التي لا يكون فيها الرجل محترم بكل ما يقدمه لن يستطيع تقديم المطلوب منه في هذه العلاقة كما يجب، وبالتالي ستكون هذه العلاقة ناقصة بالنسبة للطرفين ولن تكتمل إلا بالاحترام الذي يرغب به الرجل ولكن لن يطلبه.
التقدير
شيء ثاني قريب من الاحترام وعلى صلة به يحتاجه الرجل ولا يطلبه من زوجته لأنه كما ذكرنا في البداية، فأن مثل هذه الأشياء تفقد قيمتها في حال طلبت من الطرف الآخر.
والمقصود بالتقدير هنا هو فهم الزوجة للرجل وتقدير شخصه واحتياجاته، ومنحه المساحة الكافية التي يتمكن من خلالها من التعبير عن خوالج نفسه دون إرهاقه بالكثير من الطلبات والشكوى والتذمر، ودون إعطاء الأولوية لاحتياجاتها على احتياجاته.
إضافة لقبول واحترام رغبات الرجل حتى لو كانت تتعارض مع رغبات الطرف الآخر. فمثلًا كثيرًا ما يمر الرجل بأوقات صعبة ومراحل من ضغط العمل أو غيره، هنا يفهم الزوج الاحترام والتقدير بإعطائه الحرية للراحة دون إرهاقه بالأسئلة التي تبحث عن تفسيرات ومبررات لتعبه وما هو فيه من ضغوط.
التشجيع وليس السؤال
الرجال بطبيعتهم وخاصة في العلاقة الزوجية كرماء ويمنحون كل ما بوسعهم للشريك، ومستعدين دائمًا للتقديم والعطاء في العلاقة الزوجية. ولكن لا يرغبون بأن يملي عليهم أحد ما يجب عليهم فعله.
هكذا نحن معشر الرجال بطبيعتنا، عندما تطلب منا الزوجة أو تسألنا ما يجب علينا فعله نتذمر ونشعر بالحرج والضيق وكأنها تخبرنا بأننا لا نقوم بمهمتنا كما يجب، ينتابنا شعور بأننا غير قادرين على منح العلاقة ما يلزمها من مكملات.
لذلك كل ما نرغب به هو التشجيع من الزوجة أثناء قيامنا بواجبنا في المنح والعطاء، التشجيع فقط وليس الطلب والسؤال المباشر. لكن لا نقول ذلك.
القبول
بعض الزوجات لا يتقبلن الرجل على ما هو عليه، فيبدأن بأساليبهن الخاصة محاولة تغييره. والرجال ليسوا مخلوقات غبية فهم يلاحظون ذلك ويفهمونه على إن الزوجة غير متقبلة لما هم عليه وبالتالي هذا إخلال بالعلاقة.
ما يبحث عنه الرجال لدى النساء ولا يقولونه هو القبول، قبولهم بما هم عليه دون إظهار أي علامة أو إشارة توحي بأنه غير مقبول من زوجته. ولكن لا يقول ذلك.
في أية علاقة يتوجب على كل طرف أن يتقبل الآخر بما هو عليه من إيجابيات وسلبيات، وأسوء ما في الأمر هو أن يحاول أحد الطرفين تغيير الآخر لما يريده هو أن يكون. وأكثر من يفعل ذلك النساء.
الثقة
انتظر قليلًا، ما تحتاجه أنت كرجل من المرأة ليس وثوقها بك فهذا شيء آخر. يحتاج الرجل أن تكون المرأة واثقة بنفسها، قد يبدو هذا غريب بعض الشيء ولكن واقعيًا نحتاج نحن الرجال أن تظهر المرأة أمامنا بأنها على ثقة بنفسها وجمالها وقدرتها على القيام بواجبها في العلاقة الزوجية وتقديم كل ما تستطيع بأفضل صورة ممكنة.
ولكننا لا نعبر عن هذا ولا نطلب من المرأة أن تقوم بهذا الشيء، نريده ولا نعبر عنه!
هذا أهم ما يريده الرجل من المرأة ولا يقوله. نستطيع أن نقول إن هذه الحاجات شيء مشترك بين معظم إن لم يكن كل الرجال على اختلافهم وتنوعهم. أي علاقة بين زوجين لابد أن تشتمل على رغبة الرجل بهذه الأمور.
لكن كما ذكرنا في البداية لن يطلب الرجل أي شيء من هذه الأمور من زوجته أو شريكته. لأنه من غير المقبول أن يطلب الرجل من زوجته احترامه أو تقديره أو تقبله بما هو عليه؛ طلب مثل هذه الأمور سيفقدها معناها ولن تكون ذات قيمة بعد طلبها. لذا لا بد أن تأتي تلقائيًا في العلاقة لتكون علاقة مكتملة وصحيحة بالنسبة للرجل على الأقل.