ليس فقط الجنس الفموي بل كل مواضيع الجنس كانت ومازالت تعد في المجتمعات العربية من المواضيع المثيرة للجدل والتي يتحاشى الجميع الخوض فيها والنقاش، على الرغم من إنه سابقًا كانت الممارسات الجنسية في المجتمع هي الممارسات العادية التقليدية فقط.
أما في السنوات الأخيرة ظهر ما بات يعرف بالجنس الفموي؛ والذي هو استخدام الشفاه واللسان من قبل الشريكين لإثارة الأعضاء التناسلية لدى الطرف الآخر، بل وعند البعض يحقق لهم الجنس الفموي المتعة والإثارة المرغوبة أكثر من الممارسة الجنسية العادية (التناسلية).
وخاصة ذلك بالنسبة للنساء اللاتي يستغرقن وقت أكثر من الرجال للوصول للحظة النشوة، مما يدفعهن لممارسة الجنس الفموي كونه يساعد على تحقيق الإثارة بشكل أسرع والوصول لذروة النشوة الجنسية، قبل أن يصل إليها الرجل.
إلا إن اعتبار هذا الموضوع – الجنس الفموي – من المواضيع التابوو في المجتمع والتجنب الدائم للخوض فيه جعل من الصعب بالنسبة للكثيرين معرفة ماهية هذا الموضوع من حيث إمكانية تجربته، وهل يستحق فعلًا التجربة، وأية أضرار قد تنتج عن هذه الممارسة، ناهيك عن اعتقاد الكثيرين بتحريم الموضوع.
ولسنا هنا بصدد الخوض في الموضوع من وجهة نظر دينية، وإنما سنلقي نظرة على الأضرار التي تنتج عن هذه الممارسة بالنسبة لطرفي العلاقة الجنسية، ولنرى بناءً على تلك الأضرار هل من الآمن ممارسة هذا الشكل من الاتصال الجنسي؟
أثار الجنس الفموي من أضرار وفوائد
الأمراض المنقولة جنسيًا
يعزز الجنس الفموي طرق نشوء وانتقال الأمراض المنقولة جنسيًا لدى الطرفين، مثل أمراض السيلان والزهري والكلاميديا والتي يمكن أن تكون في البلعوم والحلق كما في الأعضاء التناسلية، وكذلك أمراض الهربس من النوعين الأول والثاني، وبالتالي في حالة إصابة أحد الشريكين بأحد هذه الأمراض سواء في الفم أو الأعضاء التناسلية من السهولة أن تنتقل لأعضاء الطرف الآخر عند ممارسة الجنس الفموي.
السرطان
بحسب جمعية أمراض السرطان الأمريكية، فأن الجنس الفموي قد يسبب سرطان البلعوم، حيث فيروس الورم الحليمي (HPV) هو الذي يسبب أحد أنواع سرطانات الفم أو البلعوم أو اللوزتين في حال إصابة أحد الطرفين بأحد أنواع فيروس الورم الحليمي.
لكن وبحسب الجمعية الأمريكية، فأن الجنس الفموي ليس بالضرورة قد يسبب السرطان، حيث لا يعتبر خطر في حالة تأكد الطرفين بعدم إصابة أي منهما بهذا النوع من الفيروسات.
أما في حال إصابة أحد الطرفين بهذا الفيروس، فمن المرجح جدًا انتقاله للطرف الأخر أثناء الاتصال الجنسي الفموي، يحث تنتقل الفيروسات إلى الخلايا الفموية المبطنة وتبدأ بالتكاثر هناك بشكل يجعلها خارج سيطرة جهاز المناعة لدى الشخص متحولةً إلى ورم سرطاني.
وتشير الأبحاث الطبية إلى إن هذه العملية من العدوى قد تحتاج إلى فترة طويلة تترواح ما بين 10 إلى 20 سنة من بعد الإصابة بالفيروس حتى تظهر نتائج العدوى.
وتعد الأمراض الناتجة عن الإصابة بفيروس الورم الحليمي من الأمراض الخطيرة والتي تتزايد نسب الإصابة بها بشكل كبير في مختلف دول العالم، كنتيجة لتغير الممارسات الجنسية والعادات المرتبطة بهذه الممارسة، حيث يعد الجنس الفموي المسبب الأول لهذه الأنواع من السرطانات.
أمراض أخرى يتسبب بها الجنس الفموي
إضافة إلى ما سبق ذكره، هناك مجموعة من الأمراض التي قد تنتقل ما بين الشريكين في حالة إصابة أحدهم بها وممارستهم للجنس الفموي، مثل الأمراض التي تصيب اللثة واللسان وأمراض السالمونيلا والعطفية وأنواع مختلفة من التهابات الكبد أبرزهاA – B .
بلع السائل المنوي من قبل المرأة
أثناء الاتصال الجنسي الفموي من الوارد جدًا وصول سائل الرجل المنوي إلى فم المرأة، ومن هنا تثار الكثير من الأسئلة في أذهان الكثيرين عن حقيقة بلع السائل المنوي للرجل من قبل المرأة.
في الحقيقة لا يوجد أي دراسات أشارت لوجود أضرار لبلع السائل المنوي من قبل المرأة، بل ومؤخرًا ظهرت بعض الدراسات التي تثبت وجود فوائد لذلك تعود على المرأة من جراء بلع السائل، لكن هذه الفوائد وبحسب تلك الدراسات ليس لها أي تأثير على الحمل ولا يمكن أن يتم الحمل من جراء بلع السائل المنوي كما يشاع بين الكثيرين، حيث لا يمكن أن يتم الحمل إلا في حال تلقيح البويضة لدى المرأة بالحيوانات المنوية الذكرية والذي يحصل في قناة فالوب فقط، أي عبر الاتصال الجنسي التناسلي.
أما عن فوائد السائل المنوي للمرأة فبعض الدراسات أشارت لعلاقته بالحد من الاكتئاب والضغط النفسي. وبشكل عام فأن السائل المنوي ليس إلا خليط من البروتينات والسكريات والأملاح المعدنية وليس لها أي ضرر على الجسم البشري في حال عدم إصابة الرجل بأي من الأمراض.
لممارسة جنسية فموية أمنة
بعد أن علمت الأضرار والتأثيرات المحتملة للجنس الفموي؛ غدا من المؤكد إنه بإمكانك تحديد إن كنت ستقبل على الممارسة الجنسية الفموية أو لا، كون الأمر أولًا وأخيرًا عائد لك.
في حال رغبتك بممارسة هذا النوع من الجنس تأكد من أخذ كل الاحتياطات اللازمة لضمان صحة عملية الاتصال، وذلك باتباع الخطوات التالية
استخدم الواقي الذكري
من الجيد استخدام الواقي الذكري والفموي المناسب لضمان عدم انتقال أي فيروسات أو عدوى أثناء الاتصال الجنسي الفموي، وكذلك تبديل الواقي في كل مرة تمارس فيها عملية الاتصال.
تجنب فرشاة الأسنان
في حال رغبتك بممارسة الاتصال الجنسي الفموي تجنب استخدام فرشاة الأسنان لأنها تسبب الجروح والنتوءات في الفم مما يساعد على سهولة انتقال الفيروسات، وطبعًا هذا بالنسبة للشريكين. ينصح باستخدام أحد أنواع مطهرات الفم للتنظيف عوضًا عن فرشاة الأسنان.
اعتن بالنظافة الشخصية
من المهم جدًا وبالنسبة للشريكين العناية بالنظافة الشخصية بشكل دائم وليس فقط قبل الممارسة الجنسية، وتنظيف الأعضاء التناسلية بشكل دائم ومتكرر والعناية بنظافة الملابس الداخلية أيضًا.
رائحة الفم
في حال الرغبة بالجنس الفموي فمن الجيد العناية بنظافة الفم ومنحه شيء من رائحة عطرة ومثيرة، ويمكن ذلك باستخدام أحد أنواع معطرات الفم، أو حتى بواسطة علكة ذات رائحة منعشة.
أخيرًا، بعد أن ألقينا نظرة على الجنس الفموي والتأثيرات التي تنتج عن هذا النوع من التواصل الجنسي من أمراض وفيروسات وعدوى، إضافة إلى الاحتياطات الواجب تنفيذها في حال الرغبة بالممارسة الجنسية، صار بإمكانك تحديد إن كنت ستقبل على هذه الممارسة أم لا.
وكتنويه أخير، من الأفضل بالنسبة لطرفي العلاقة تجنب هذا النوع من التواصل الجنسي حيث معظم الآراء الطبية والدراسات في هذا الشأن ربطت تزايد نسبة انتشار سرطانات الفم والبلعوم في السنوات الأخيرة وبشكل كبير جدًا إلى هذا الشكل من أشكال التواصل الجنسي.