كل ما تود معرفته عن مرض بيروني المقلق للرجال

مرض بيروني من الأمراض التي تشغل بال الكثيرين من الرجال على الرغم من إنه لا تتجاوز نسبة الرجال المصابين به 3% من مجموع الرجال حول العالم، إي إنه ثلاثة رجال من بين كل مئة مصابين بهذا المرض فقط وهذه تعتبر نسبة إصابة قليلة جدًا على الرغم من احتمالية إصابة أي مننا نحن الرجال.

أما السبب الذي يجعل هذا المرض يشغل بال الكثير من الرجال على الرغم من الاحتمالية الضئيلة للإصابة به، هو إنه يصيب العضو الذكري مباشرةً وقد يعيق الرجل عن ممارسة العلاقة الجنسية بشكل كلي أو جزئي.

ويرجع تاريخ اكتشاف هذا المرض إلى العام 1743 على يد الجراح الفرنسي فرنسوا دي لا بيروني، ومن وقتها بدأ تشخيص المرض وعلاجه. سنتعرف هنا إلى كل ما يتعلق بهذا المرض من أسباب وتشخيص وعلاج.

كل ما تود معرفته عن مرض بيروني المقلق للرجال

ما هو مرض بيروني؟

يظهر مرض بيروني عند الرجال على شكل انحناء أو اعوجاج في القضيب عند الانتصاب، في بعض الحالات قد يعيق الرجل عن الممارسة الجنسية، وفي حالات أخرى يقتصر الأمر على آلام يشعر بها الرجل في القضيب عند الجماع.

غالبًا يصيب الرجال فوق سن 45 عام، ولا يعد من الأمراض المستعصية أو التي لا يمكن علاجها، بل وفي كثير من الأحيان قد يشفى الرجل من هذا الأمر تلقائيًا ودون الخضوع لأي شكل من العلاج. وفي حالات أخرى يتطلب الأمر بعض أشكال العلاج والتي قد تصل حد العمل الجراحي عند لزوم الأمر. تابع القراءة في السطور التالية للتعرف على أشكال العلاج لهذا المرض وتأثيره على حياة الشخص المصاب.

أسباب مرض بيروني

في الحقيقة فأنه حتى اليوم الأطباء لا يعرفون أسباب واضحة ودقيقة لحدوث هذا المرض لدى من يصابون به، حيث يحصل نتيجة اضطراب في النسيج الليفي للقضيب عندما تزداد سماكة هذا النسيج، وبالتالي تعيق هذه السماكة القضيب عن الانتصاب الكامل كما في الحالات الطبيعية.

ولمزيد من التوضيح إليك التالي، القضيب يحيط به نسيج ليفي هذا النسيج عبارة عن خليط متشابك بقوة من الأنسجة والألياف التي تغلف كامل جسم القضيب، عندما يتدفق الدم إلى القضيب لحدوث الانتصاب تتمدد هذه الشبكة المحيطة من الأنسجة والألياف وهي التي تعطي القضيب الصلابة أثناء الانتصاب. يحصل أن تظهر كتلة على هذا النسيج المحيط بالقضيب تؤدي إلى زيادة سماكة هذه الشبكة من الأنسجة والألياف، ونتيجة هذه الزيادة في السماكة يظهر الانحناء في القضيب عند الانتصاب، ويكون انحناء للأعلى أو الأسفل.

لا يعرف الأطباء على وجه الدقة سبب تشكل الكتلة النسيجية هذه على غلاف القضيب، بعض الدراسات تشير إلى إن الكتلة هذه تكون نتيجة التئام لتمزق حصل سابقًا في الغلاف النسيجي، حيث يحصل التمزق عند الانتصاب بفعل زيادة تمدد الغلاف، وعندما يلتئم هذا التمزق تظهر هذه الكتلة وبالتالي يتشكل داء بيروني. أما التمزق في الغلاف فقد يحصل للكثير من الأسباب مثل وضعية ممارسة جنسية غير صحيحة أو التواء للقضيب أثناء الانتصاب.

آراء أخرى تقول إنه من المحتمل أن كل الرجال يحصل معهم تمزق في الغلاف النسيجي للقضيب في مرحلة ما، ولكن البعض يلتئم لديهم هذا التمزق بطريقة خاطئة مؤديًا إلى حدوث مرض بيروني لديهم، في حين أخرين يلتئم لديهم التمزق بطريقة صحيحة ولا يصابون بداء بيروني.

تأثير مرض بيروني على حياة المصاب

كما ذكرنا فأنه قد يعيق المرض بعض الأشخاص عن الممارسة الجنسية بشكل كلي، ولكن ليس من الضروري أن يحصل هذا في كل الحالات، أخرين قد يتمكنون من ممارسة الجنس على الرغم من اصابتهم بهذا الداء.

في بعض الحالات من المحتمل أن يؤثر على صلابة القضيب خلال الانتصاب، حيث تكون الصلابة ضعيفة لا تمكن الشخص من الممارسة الجنسية. يذكر إنه من المستبعد أن يؤدي مرض بيروني إلى العجز الجنسي الدائم لذا لا داعي للقلق حيال هذا الأمر.

بعض الحالات البسيطة يتم الشفاء منها تلقائيًا بعد مرور فترة على الإصابة، ولا تترك أي أثر على الشخص. وفي حالات معينة قد يصاحب المرض ظهور تليف في اليدين أو القدمين وهي الحالة التي تعرف بـ “انقباض دوبيترن”.

كذلك يلاحظ المريض على القضيب لديه كتلة على شكل ورم، وهي الكتلة التي تكون في الأنسجة الليفية المحيطة بالقضيب كما ذكرنا.

التشخيص

غالبًا لا يحتاج تشخيص مرض بيروني إلى أي شكل من التحاليل أو الفحوصات المخبرية ولا حتى صور الأشعة إلا في بعض الحالات الاستثنائية. ويتم التشخيص من قبل إخصائي المسالك البولية عبر الفحص السريري وملاحظة الأعراض التي تظهر على المصاب. وتشمل هذه الأعراض

  • آلام في القضيب عند انتصابه.
  • انحناء في القضيب وقد تختلف حدة الانحناء بين حالة وأخرى.
  • على أثر الانحناء الذي يحصل قد يتغير طول القضيب.
  • ظهور كتلة تبدو على شكل ورم في القضيب.
  • ضعف في الانتصاب قد يعيق الشخص عن الممارسة الجنسية.
  • من الممكن أن يظهر بعض التليف على يدي أو قدمي المريض.

كل ما تود معرفته عن مرض بيروني المقلق للرجال

ليس من الضروري أن تظهر كل هذه الأعراض على الشخص الذي يعاني من داء بيروني، وإنما قد يظهر البعض منها في حالة معينة، وقد تعاني حالة أخرى من جميع هذه الأعراض. من المحتمل أن يطلب الطبيب صورة أشعة لتشخيص الحالة بدقة والتأكد منها وإذا ما كان هناك أي تطور للإصابة.

اقرأ أيضًا: دوالي الخصية .. الأسباب والعلاج وتأثير ذلك على خصوبة الرجل

العلاج

كنا قد ذكرنا في بداية المقال إن مرض بيروني يمكن أن يشفى منه المريض تلقائيًا وطبعًا هذا يمكن أن يحصل في بعض الحالات، حيث يبدأ المريض يعاني من الألم في القضيب في الفترة الأولى من إصابته، وفي حال لم يتلقى العلاج يمكن أن يتلاشى الشعور بالألم بعد مرور أربعة إلى ستة أشهر على ظهور المرض، وعند تلاشي الشعور بالألم عند الانتصاب تبقى المشكلة الوحيدة هي انحناء القضيب والذي قد يختلف مقدار الانحناء من شخص لأخر.

لذلك في البداية قد يقترح الطبيب الانتظار عدة أشهر إلى سنة قبل البدء بمعالجة الحالة، لأنه من المحتمل أن يشفى الشخص تلقائيًا. والألم لا يظهر إلا عند الانتصاب كما بينا لذا قد لا يكون المريض بحاجة ماسة للمعالجة.

وفي حال رأى الطبيب إن المريض بحاجة لمعالجة فأن العلاج يشمل فيتامين E بشكل أساسي حيث يستخدم من القديم كعلاج لمرضى بيروني على اعتبار إن الفيتامين هذا مانع تأكسد.

بالإضافة لذلك يشمل العلاج امينوبنزوات البوتاسيوم الذي يساهم في الحد من تكون الألياف النسيجية في الكتلة حول القضيب، أو حقن الكولاجيناز التي تساهم ايضًا في القضاء على الكتلة النسيجية في القضيب.

العلاج بالجراحة

في بعض الحالات قد يتطلب علاج مرض بيروني عمل جراحي، حيث ينصح الطبيب بالعمل الجراحي في الحالات التالية

  • إذا كانت شدة انحناء القضيب تعيق الشخص عن مماسة حياته الجنسية بشكل طبيعي.
  • وبعد أن يكون الشخص قد خضع للعلاج باستخدام الأدوية لفترة كافية ولم تظهر أي استجابة.
  • وبعد أن يكون الشخص انتظر فترة كافية على الحالة ولم يتم الشفاء (هذه الفترة الكافية قد تتطلب الانتظار لعام كامل).
  • هذه بالإضافة إلى إن الحالة التي يعاني منها المريض مستقرة ولا تظهر أي تتطور للمرض أو تحسن.

عند تأكد الطبيب من هذه الحالات بالكامل عندها يمكن أن يقترح على المريض العمل الجراحي، والذي ليس بالضرورة يؤدي إلى معالجة الحالة بشكل كامل. هذا بالإضافة إلى بعض الأثار الجانبية المحتملة للعمل الجراحي والتي تشمل قصر القضيب بعد الجراحة، تأثر الإحساس في جلد القضيب، إمكانية معاناة الشخص من ضعف الانتصاب بعد الجراحة، وحتى احتمالية عدم الانتصاب كليًا ممكنة.

لذلك تعد العمليات الجراحية من أخر الخيارات التي يمكن أن تطرح على المريض في هذه الحالات. وحتى في حال نجحت العملية الجراحية فأنه لا يمكن أن يعود القضيب إلى الوضع الطبيعي تمامًا، وإنما فقط الحد من الانحناء بحيث لا يعيق الشخص عن الممارسة الجنسية.

وهناك ثلاثة أنواع معروفة من العمليات الجراحية لمرض بيروني

  • الطريقة الأولى تعرف بعملية نيسبت وتتمثل في تعويض الجانب المقعر من القضيب بالجانب المحدب وبالتالي يستوي القضيب بشكل طولي مستقيم، وتؤدي هذه العملية إلى قصر بسيط في الطول، يمكن تعويضه لاحقًا بوسائل وعمليات أخرى.
  • الطريقة الثانية تعتمد على استبدال الجزء التالف من أنسجة القضيب بأنسجة سليمة تكون مأخوذة من جزء أخر في الجسم، وهذا النوع هو الأفضل والأكثر انتشارًا في السنوات الأخيرة.
  • الطريقة الأخيرة تعتمد على مبدأ زرع أسطوانات قابلة للانتفاخ في أنسجة القضيب لتساعده على التمدد والانتصاب، وتعد هذه أقدم أنواع العمليات لمرض بيروني ولم تعد شائعة بكثرة اليوم لوجود وسائل أكثر تطورًا منها.

وبذلك نكون تعرفنا على مرض بيروني أو ما يسمى في بعض الأوساط الطبية بـ “جسئ القضيب الليفي” وحالاته وطرق علاجه، يذكر أخيرًا إنه في بعض الحالات التي يبقى تأثير المرض فيها على الشخص محدود ينصح الطبيب المريض بالتعايش مع المرض بشكل طبيعي إن أمكن، ولكن هذا لا يعني عدم استشارة الطبيب في حال رأى الشخص إن بإمكانه التعايش مع الحالة. بل ننصح باستشارة الطبيب قبل الإقدام على أية خطوة لضمان سلامة صحتنا على أكمل وجه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *