الزوائد الجلدية هي تلك القطع الجلدية التي تظهر على سطح الجلد، وغالبًا تكون في منطقة الرقبة والوجه والكتفين والصدر حول الثديين ويمكن أن تكون في أي منطقة أخرى في الجسم، وهي لا تسبب أي ألم ولا يعد وجودها علامة على وجود مشكلة صحية في الجسم، وإنما تكون ذات مظهر مزعج وخاصة إذا ما كانت في منطقة ظاهرة كأن تكون في الوجه أو على الرقبة.
أما عن كثافتها تختلف بين أشخاص وأخرين، فالبعض ليس لديهم أي شكل من الزوائد اللحمية أو الجلدية وأخرين يمكن أن تتواجد في أجسامهم بعض منها وبشكل طفيف وأخرين يمكن أن تتواجد على أجسامهم الكثير من الزوائد اللحمية والجلدية وبشكل مفرط. وفي الغالب كل الأشخاص تظهر عليهم شيء من الزوائد اللحمية في مرحلة ما من حياتهم على الأقل. ومن المعروف إن الأشخاص البدناء هم أكثر عرضة لتظهر عليهم الزوائد اللحمية من غيرهم.
تختلف أحجام الزوائد اللحمية بين الصغيرة والكبيرة، وفي الغالب تكون بين 2 – 5 ميلليمتر ويمكن أن تصل إلى 1 سنتيمتر للزوائد الكبيرة منها. بعض الزوائد اللحمية تبقى صغيرة ولا يحدث تبدل على حجمها بمرور الأيام أي لا تنمو ولا تكبر، وبعضها يغدو أكبر بمرور الأيام.
أسباب ظهور الزوائد الجلدية
في الحقيقة لا يوجد أسباب واضحة ودقيقة لسبب ظهور الزوائد اللحمية على البشرة، بعض الافتراضات تقول إنه نتيجة احتباس كميات من الكولاجين في خلايا جلدية تظهر على شكل زوائد لحمية. افتراضات أخرى تقول إن الزوائد اللحمية تظهر بسبب احتكاك الجلد ببعضه والذي يحصل خلال حركة الجسم بشكل طبيعي، وكذلك نوعية الألبسة التي يرتديها الشخص يمكن أن يكون لها دور في ظهور هذه الزوائد.
وكذلك لا ننسى إنها أكثر احتمالية للظهور عند الأشخاص الذين يعانون من البدانة وكذلك ممن لديهم مرض السكري، مما يرجح أيضًا احتمالية ارتباطها بالتغييرات الهرمونية في الجسم.
هل إزالة الزوائد اللحمية يسبب بظهور المزيد منها؟
هناك أفكار منتشرة بين الناس بهذا الشأن مفادها إنه في حال أقبل الشخص على إزالة الزوائد اللحمية فأنه سيؤدي ذلك إلى ظهور المزيد منها على البشرة وفي أجزاء مختلفة من الجسم. وفي الحقيقة إنه لا يوجد أدلة علمية تثبت وجود علاقة بين إزالة الزوائد هذه وإعادة ظهورها، وبالتالي فأن إزالة الزوائد هذه لا يؤدي إلى مزيد من ظهورها.
وإنما بعض الأشخاص ربما تظهر عليهم الزوائد اللحمية بشكل دوري وبين الحين والآخر مما يؤدي إلى اعتقادهم بأن إزالة الزوائد اللحمية هو الذي يؤدي إلى مزيد من ظهورها.
هل يمكن أن تعبر الزوائد الجلدية عن مشكلة صحية ما؟
كما أشرنا في بداية المقال فان الزوائد اللحمية هي عبارة عن بثور جلدية غير مؤلمة وليست علامة على وجود عرض صحي ما. وحتى في حال تجاهلها وتركها دون معالجة لن تتحول إلى مشكلة صحية مع الوقت وبالتالي لا يوجد أي مبرر للخوف منها.
من النادر وهو احتمال خفيف جدًا أن تكون هذه الزوائد إشارة إلى وجود سرطان جلدي، ففي حال كانت هذه الزوائد تبدو بلون غير المعتاد وغير طبيعي أو في حال كانت تنزف دم في هذه الحالات يجب تشخصيها والتأكد منها.
للتخلص من الزوائد الجلدية
قبل أن نتطرق إلى الخيارات العلاجية الممكنة للتخلص من الزوائد اللحمية، من الجدير بالذكر إنه ليس من الضرورة معالجتها في حال لا يشكل مظهرها مصدر إزعاج لك، وبالتالي تجاهلها وتركها دون معالجة هو خيار جيد ما لم تكن تظهر بشكل كبير وعلى أجزاء واسعة من الجسم.
أما عن الخيارات العلاجية الممكنة للتخلص من الزوائد اللحمية، هناك عدة خيارات يمكن اللجوء لأي منها للتخلص من الزوائد التي تريد. بعضها بسيط يعتمد على إزالتها بالمشرط الجراحي وحتى بدون تخدير في حال كانت صغيرة بما فيها الكفاية، وبعضها يحتاج لبعض التخدير الموضعي الذي يمكن تحضيره منزليًا ودون الحاجة لطبيب، ويمكن إزالتها بالكي أيضًا أو ببعض العلاجات المنزلية.
التخلص من الزوائد يدويًا
يمكن إزالتها يدويًا وذلك عبر حرقها أولًا بأداة تسخين وهذا يعتبر بمثابة تخدير لها، ثم يتم تجميدها باستخدام سائل النتروجين وذلك عبر مسحها بالسائل، ثم يتم ربطها بخيط من أسفلها ليتم منع الدم من الوصول إليها وأخيرًا يتم قصها بمشرط، وبذلك يتم التخلص من الزائدة الجلدية. ولكن هذه الطريقة يفضل أن يقوم بها اختصاصي الأمراض الجلدية لضمان إزالة الزوائد بالشكل الصحيح وعدم ظهور أي أثار على الجلد حولها.
وحتى عندما يقوم بذلك اختصاصي أمراض جلدية فأنه تبقى احتمالية ظهور أثار على الجلد بعد إزالتها كبيرة، قد تكون هذه الأثار مثل بثور طفيفة على الجلد، أو تغير للون الجلد في مكان الزائدة التي كانت تظهر.
أما إيجابيات هذه الطريقة فهي إنها سريعة النتائج حيث يتم إزالتها فورًا ولا تحتاج إلى الانتظار فترة ما حتى تزول، وحتى الندبات أو البثور أو تغييرات لون الجلد التي يمكن أن تظهر على الجلد يمكن معالجتها.
استخدام المستحضرات الطبية
يوجد بعض المستحضرات الطبية التي يمكن الحصول عليها من الصيدلية ولا تحتاج وصفة طبية وفي الغالب تكون عبارة عن كريمات وسوائل، تستخدم على فترة أيام أو أسابيع وتؤدي إلى سقوط الزوائد من تلقاء نفسها.
هذه الطريقة قد لا تنفع مع الجميع وبالتالي غير مضمونة النتائج، إضافة إلى إنها تحتاج مدة من الزمن حتى تتم المعالجة ومعرفة إن كانت الزوائد ستزول أو لا.
علاجات منزلية
خل التفاح
يعد الخل المخمر مضاد التهاب ومضاد بكتيريا ممتاز، ويمكن أن يستخدم للتخلص من الزوائد اللحمية. بعد تنظيف الزائدة والمنطقة حولها بالماء، يتم تبليل قطعة من القطن الناشف بالخل وتمسح الزائدة بها، ويمكن ترك القطعة على مكان الزائدة لمدة 10 – 15 دقيقة، وتكرر هذه الطريقة ثلاث مرات في اليوم حتى يتغير لون الزائدة تدريجيًا ويغدو أقرب إلى الأسود ثم تسقط تلقائيًا.
زيت فيتامين E
يعتبر زيت فيتامين E من الزيوت المفيدة للبشرة والذي يقدم ما تحتاجه للحفاظ على نضارتها وحيويتها، وكذلك يمكن استخدمه للتخلص من الزوائد اللحمية والجلدية. يفضل استخدام زيت فيتامين E بشكله السائل الذي يكون مخصص للاستخدام الموضعي وليس استخدام الكبسولات المخصصة للاستخدام الفموي وإخراج الزيت منها بعد فتحها.
يتم دهن مكان الزائدة الجلدية بالزيت ثم تضميدها، وتغيير الضمادة كل يوم مع أعادة مسحها بالزيت وذلك لمدة أسابيع أو أكثر حتى تزول الزائدة.
اليود
اليود بشكله السائل نستطيع استخدامه للتخلص من الزوائد الجلدية في المناطق المختلفة من الجسم وكذلك تعالج به الثآليل، حيث يساعد على تدمير الخلايا الجلدية المكونة للزائدة ويجعلها تسقط سريعًا. ولكن عند مسح الزائدة باليود يجب منع وصوله إلى أجزاء البشرة حولها حتى لا يتأذى الجلد السليم، يمكن مسح المنطقة حول الزائدة بزيت جوز الهند لمنع وصول اليود إلى أجزاء الجلد غير الزائدة اللحمية.
زيت شجرة الشاي
الذي يعاد مضاد التهاب ومضاد بكتيريا وجراثيم ومضاد حيوي في ذات الوقت، وكان يستخدم لعقود طويلة في معالجة الكثير من الأمراض وخاصة الجلدية منها، ويمكن معالجة الزوائد الجلدية خلال أسابيع لا أكثر إذا تم تطبيقه بشكل يومي.
يتم استخدام قطعة من القطن الصغيرة وذلك بنقعها بزيت شجرة الشاي ثم تطبيقها على الزائدة مع الحرص بعدم وصول الزيت إلى البشرة حول الزائدة وخاصة للأشخاص الذين تكون بشرتهم من الأنواع الحساسة.
الثوم
معروف عن الثوم فوائده واستخداماته المتعددة فيما يحتوي من عناصر غذائية يمد الجسم بها، إضافة إلى استخدامه في الكثير من الوصفات العلاجية. فيما يخص استخدامه للتخلص من الزوائد اللحمية والجلدية فيجب استخلاص السائل الموجود في عدة أضراس من الثوم وذلك عبر طحنها أو عصرها ثم تبليل قطعة من القطن بهذا السائل ومسح الزوائد اللحمية بالقطنة ثم تضميدها حتى الصباح ليتم غسل المنطقة بالماء والتخلص من رائحة الثوم عليها ثم تكرار العملية مساءً على مدى عدة أسابيع حتى تسقط الزوائد.
زيت جوز الهند
زيت جوز الهند يحوي الكثير من الخصائص العلاجية، فهو يعد مضادات جيد ضد الفيروسات والجراثيم والبكتيريا والفطريات. يمكن تطبيقه على الزوائد الحمية عبر مسحها يوميًا قبل النوم بالزيت حتى تسقط الزوائد من تلقاء نفسها بعد عدة أسابيع من العلاج، وكذلك يمكن التخلص من الثآليل بذات الطريقة.
تحذيرات عند معالجة الزوائد الجلدية
خذ هذه التحذيرات بالاعتبار عند محاولة التخلص من الزوائد اللحمية والجلدية لديك، وأيً تكن طريقة العلاج التي تستخدمها.
- في حال كانت الزائدة التي تريد التخلص منها حول العين أو على الجفن تجنب استخدام أي من العلاجات التي ذكرناها قبل استشارة الطبيب ويفضل أن يكون اختصاصي بصريات، حتى لا تتسبب بأي مشاكل للعين.
- تجنب إزالتها يدويًا وبمفردك دون عناية طبية حتى لا تتسبب بالتهاب المنطقة الجلدية التي تظهر عليها أو ظهور بذور أو تقرحات جلدية أخرى.
- في حال استخدمت أي من الوصفات العلاجية المنزلية التي ذكرناها في هذا المقال ولاحظت ظهور تحسس جلدي أو بثور أو تغير في لون المنطقة الجلدية حول الزائدة يجب التوقف عن استعمال العلاج واستشارة الطبيب لأنه من المحتمل أن يكون لديك حساسية من مكونات الوصفة العلاجية حتى لو كان مستحضر طبي حصلت عليه من الصيدلية.
وأخيرًا لا تنسى إن الزوائد الجلدية واللحمية بمختلف أشكالها غير مؤلمة وليست مرض صحي أو دليل على مرض، لذا بإمكانك تجاهلها في حال لا يسبب لك مظهرها أي قلق أو إزعاج، فخيار تركها دون العلاج هو الأفضل في الغالب لتجنب أي شكل من التحسسات الجلدية أو ظهور البثور أو التقرحات مكان الزائدة التي سيتم إزالتها.
وفي حال كانت الزوائد اللحمية في المناطق التي عادةً ما يتم حلاقتها فيجب التأني في الحلاقة عند الوصول إلى أي من هذه الزوائد، وفي حال تم جراحتها بشفرة أو ماكينة الحلاقة عن طريق الخطأ خلال عملية الحلاقة فأنه يتم تضميدها بشكل طبيعي كما يتم تضميد أي جرح عادي ولن تؤدي إلى ظهور أي مضاعفات.