المشاكل الزوجية والخلافات أمر وارد حتمًا، ولا مجال لزواج دون خلافات ومشاكل وزعل ورضى وصلح، وربما غير ذلك طلاق.
أينما يوجد الإنسان حتمًا ستوجد خلافات ونزاعات ومشاكل، وبالنسبة للأزواج الأمر كذلك أيضًا ولا استثناء، والحكمة تكمن في استخدام الزوجين لمنطق العقل في سبيل عدم السماح لمثل تلك الخلافات الروتينية التي تحصل بين أي زوجين بأن تتفاقم إلى نزاع طويل ومعقد قد لا تحمد عقباه.
ولتحقيق ذلك واستخدام هذه الخلافات لتعزيز روابط المحبة بين الزوجين لابد من استيعاب بعض الأمور أولًا من قبيل إن الخلافات طبيعية ولم يسبق أن استمر زواج دون خلافات.
لابد من إدراك الطرفين بأن الخلافات الزوجية تحصل لتكامل حياتهم المشتركة، تمامًا كما ألوان الطيف التي رغم اختلافها فهي تشكل معًا شيء متناغم وكامل الانسجام.
كذلك لابد للطرفين من استيعاب إن الخلافات التي تحصل في بداية الزواج تختلف عن خلافات فترة الخطوبة، وكذلك خلافات الزوجين بعد أن أصبحا أبً وأم تختلف عن خلافاتهم بداية الزواج.
فهم الخلافات الزوجية بهذه الصورة يساعد الطرفين على استيعاب تلك الخلافات من البداية ويمنعها من التطور لنزاعات معقدة تحتاج لتدخل أفراد عوائل الطرفين لحلها.
وبعد أن يكون الزوجين استوعبا ما أسلفنا ذكره هنا، إليك أبرز ما يمكن فعله لحل أي خلاف قد يحصل مع زوجتك، في سبيل استمرار الحياة الزوجية بأفضل صورها وزيادة روابط الود والألفة بينكما.
لحل المشاكل الزوجية
كن مستمع جيد
النساء دائمًا يريدن من يسمعهن لا من يتكلم معهن، استمع لزوجتك جيدًا أثناء خلاف ما بينكما وستحل نصف المشكلة.
حتى لو كنت مختلف معها في وجهة النظر ولا توافقها فيما تقول، استمع لما تقول ودعها تنتهي من حديثها أولًا وقبل محاولتك إقناعها بوجهة نظرك حول الموضوع محور الخلاف.
أما غير ذلك سيستمر الخلاف ويحاول كل منكم لعرض وجهة نظره في جو من الصراخ والأصوات العالية، وبالتالي لا أحد سيسمع الآخر أو يستوعب وجهة نظره.
طبعًا ولا تنسى إنك تكون مستمع جيد لزوجتك أثناء الخلاف لا يعني أن تصمت بينما هي تتكلم وتومئ برأسك بعلامة الموافقة دون أن تستوعب ما تقول، بل لابد من أن تسمع جيدًا وتعي بحواسك ما تقول الزوجة.
وبالتالي تلاحظ هي ذلك وتقدر لك صنيعك هذا مما سيساعد في الحد من حدة الخلاف لاحقًا.
لا تبتعد كثيرًا
لا تسمح لمدة الخلاف أن تطول أكثر من اللازم لأن ذلك سيعطي نتائج كارثية لزواجكم، الخلافات الطويلة وخاصة بين الزوجين تدوم نتائجها لفترة طويلة جدًا حتى لو تم حل النزاع لاحقًا، وتبقى أثاره داخل كل طرف تنتظر اللحظة المناسبة لتظهر.
إن حصل واختلفت وزوجتك لشيء ما، وحتى لو كان الحق معك ضدها، حاول قدر الإمكان ألا تطول القطيعة بينكم، تدخل في الوقت اللازم وبادر لحل هذا النزاع، حتى لو اضطررت للتنازل إياك أن تسمح للنزاع أن يطول كثيرًا.
لا تنزع الثقة
الثقة بين الزوجين من أهم الأشياء التي يجب على الطرفين السعي للمحافظة عليها وقت الخلافات ومهما كانت حدة النزاع. حاول قدر الإمكان تفهم ظروف وحاجات الطرف الآخر وسلم القيم والأولويات لديه حيث لا يمكننا تكييف الطرف الآخر للعيش وفق ما نريد وما سبق واعتدنا نحن.
حافظ على ثقتك في الطرف الآخر وامنحه بعض الوقت حتى يهدئ وتسكن نفسه تجاهك، واسعى لأن تظهر مدى ثقتك فيه أثناء محاولتك لحل الخلافات والمشاكل الزوجية التي تحصل.
تنازل
تقديم التنازلات أمر ضروري في الحياة رغم صعوبة ذلك، حيث تضطرنا المواقف لفعل ذلك بين الحين والآخر. ومن هذه المواقف مع الزوجة، صحيح إن ذلك يجب أن يكون من الطرفين معًا، ولكن باعتبار يهمنا هنا موضوعك أنت كرجل، فلابد من أن تقدم شيء من ذلك.
بغض النظر عن المسؤول عن الخلاف ومسببه، لابد من تقديم التنازل من جهتك إذا ما أردت حل النزاع مع الزوجة، لأن التعنت وإصرار كل طرف على الثبات في موقفه لن ينتج عنه إلا مزيد من التعقيد للخلاف بينكم.
ولا تنسى إنه في كثير من الأحيان يكون طرفي الخلاف على صواب في ذات الوقت، وبالتالي يسعى كل طرف لدحض حجة الطرف الآخر ولا ينتج عن ذلك إلا استمرار للخلاف. في مثل هذه الحالة لابد وبكل تأكيد من تقديم التنازلات.
اعتذر
إن كنت ممن يعتبرون إن الاعتذار دليل هزيمة أو ضعف أو انكسار فلابد من أن تعيد النظر في أفكارك هذه، فما سبق وروج له الفلم الأمريكي “قصة حب” في أواسط القرن الماضي بأن الحب يعني ألا تكون مضطرًا أبدًا للاعتذار لم يكن صحيحًا بحسب علم النفس.
حيث أشارت الكثير من دراسات علم النفس إن الاعتذار وقبوله يقاوم رغبة أي من الطرفين للانتقام بل ويعمل على تحويل هذه الرغبة إلى رغبة في التسامح والعفو.
إذن لابد من تقديم الاعتذار للزوجة وكذلك قبول اعتذارها في حال أقدمت هي على ذلك إن ما رغبت في حل الخلاف معها.
هذا كان شرح بسيط لأهم ما يتوجب عليك فعله في حال حصل خلاف زوجي ما بينك وبين زوجتك، وذلك في إطار سعيك لحل المشاكل الزوجية وعدم السماح بتطورها وما يمكن أن يحصل من جراء ذلك.