من الطبيعي أن نعاني من ضغوط العمل والحياة بين الحين والآخر وخلال الأيام التي يُطلب منا فيها القيام بالكثير من المهمات والأعمال، أو عندما نمر بظروف عائلية ما بالإضافة للعمل، تلك كانت الأحوال الطبيعية ولكن الكثير من الأشخاص وفي غالب الأحيان يلاحظون إن وظائفهم صارت تشكل عليهم ضغط مفرط وأكثر من مجرد ضغط عمل طبيعي، وصار يؤثر ذلك على مستوى إنتاجيتهم وأداءهم الوظيفي ويتجاوزه إلى الجانب النفسي والشعوري والصحي.
صحيح إننا لا نستطيع التحكم في الكثير من الأشياء التي تخص الجانب العملي والمهني من حياتنا، ولكن هذا لا يعني إننا مسلوبي القرار في هذا الشأن ولا نستطيع حماية أنفسنا من الأثار المضرة والخطيرة للضغوط على صحتنا الجسدية والنفسية، حتى لو كنا نسعى خلف طموحنا المهني وتحقيق أهدافنا العملية والوظيفية هذا لا يعد مبرر. بل دائمًا ما يمكننا القيام ببعض الخطوات التي من شأنها مساعدتنا لتجنب ضغوط العمل والحياة وتحقيق الأمان والرضى الوظيفي، بحيث لا تشكل الوظيفة عبء علينا.
وفي سبيل ذلك ولتجنب ضغوط العمل والحياة وتأثيراتها على صحتنا النفسية والجسدية، هذه ستة خطوات تساعدك في مواجهة ذلك والحد من تأثيره عليك.
اتبع هذه الخطوات للحد من تأثير ضغوط العمل والحياة عليك
1 – تعرف إلى الضغوط لديك
يمكن أن يظهر الضغط بأشكال مختلفة على الشخص، مثل مشاعر التعب والأعياء التي تنتابنا والمشاكل الصحية مثل الصداع وضغط الدم والتعب الذهني والعقلي نتيجة تزاحم الكثير من الأفكار في رؤوسنا، كل هذه الأمور يمكن اعتبارها محاولة من ضغوط العمل والحياة للتعبير عن نفسها في جسدك، الخطوة الأولى للتخلص من هذه التأثيرات هو معرفتها ومعرف إنك فعلًا تعاني منها وإلا لا لن تنجح في إدارتها والسيطرة عليها وستبقى هي المتحكمة فيك.
اعترافك بالضغوطات والعبء الذي تعاني منها لا يجعلك ضعيفًا أمامها كما يظن الكثيرين، بل يجعلك ذلك أكثر قدرة على مواجهتها وجعل صحتك النفسية والذهنية والجسدية هي الأولوية.
2 – حدد مصادر الضغوط في حياتك
بعد أن تعترف لنفسك بحالة الضغط التي تعاني منها لا بد لك من تحديد المصادر التي تشكل الضغوط والعبء النفسي والذهني في حياتك، عادةً تكون الضغوط بسبب تعدد المهام والمشاريع التي نعمل عليها والأمور المطلوبة مننا، وخاصة إذا ما كانت مرتبطة بموعد محدد للانتهاء منها. تحديد المصادر والأمور التي تشكل ضغوط علينا له دور كبير في سعينا للتخفيف من أثر هذه الضغوط والمتاعب.
لذلك حدد وقت الآن بينك وبين نفسك لتكتب قائمة بها كل الأمور التي تشكل ضغوط عليك سواء في العمل أو العائلة أو الدراسة أو أي تحديات أخرى، ربما تكون خططك للتخفيف من وزنك مثلًا أو سعيك للحصول على وظيفة جديدة أو انتظارك لمقابلة عمل جديد لديك خلال الأيام القادمة.
3 – حاول تحقيق شيء من التوازن
الكثير من الأخصائيين والخبراء النفسيين بؤكدون إنه يمكن للشخص التخفيف من عبء ضغوط العمل والحياة التي يعاني منها عبر تحقيق شيء من التوازن بين جوانب حياته المختلفة، فمثلًا عندما تكون في العمل تجنب التفكير في الأمور العائلية، وعندما تخرج من وظيفتك إلى المنزل تجنب القلق والتفكير حيال أمور العمل واتركها في مكان العمل فقط.
بهذه الطريقة يمكن التخفيف من عبء ضغوط العمل والحياة بشكل كبير، حيث سنجد الوقت الكافي للاستمتاع مع العائلة والأصدقاء دون التفكير في الأمور الأخرى وكذلك سنجد الوقت الكافي للتركيز في أمور العمل دون أشغال أنفسنا بأكثر من مهمة في ذات الوقت. وكنتيجة لذلك سنجد أنفسنا نستمتع بأنشطة الحياة المختلفة والتي تجعلنا أكثر سعادة وأقل شعورًا بالضغط كنتيجة حتمية.
4 – تحدث إلى إخصائي نفسي
بحسب الكثير من الدراسات في هذا الشأن، فأن التحدث بالأمور والمشاكل التي تقلقنا وتسبب لنا الضغط والإجهاد النفسي بما في ذلك ضغوط العمل يخفف هذا من تأثير هذه المشاكل والضغوط على الصحة النفسية والجسدية والعبء الذي تشكله، يمكن الاستعانة بصديق أو قريب أو التحدث لإخصائي معالجة نفسية سيفي بالغرض.
الحديث مع شخص يعاني من ذات المشاكل التي تعاني منها، مثل الحديث مع أحد زملاء العمل حول ضغوط العمل التي تعانيان منها أنتما سيكون له دور أكبر في معالجة الموضوع أكثر من الحديث مع شخص أخر ليس له علاقة بالموضوع التي ستتحدث عنه.
5 – مارس الرياضة
أعلم إن الأشخاص الذين يعانون من ضغوط العمل والحياة وأعباءهما الأخرى ويؤثر ذلك على حياتهم النفسية عمومًا ليس من السهل بالنسبة لهم التفرغ لممارسة الرياضة. ولكن إن كنت فعلًا تسعى للتخلص من ضغوط العمل والحياة أو التخفيف من تأثيرها عليك لا بد لك من هذه الخطوة حتى ولو 15 إلى 20 دقيقة يوميًا سيعود ذلك عليك بأثر عظيم.
يمكن المشي أو الجري أو الركض أو السباحة أو ركوب الدراجة الهوائية أو حتى اليوجا، هذه بعض التمارين للمبتدئين في ممارسة الرياضة إن رغبت بذلك. مثل هذه الأنشطة تساعد على إفراز المزيد من الأندروفين في الجسم وهو الهرمون الذي يجعلنا أكثر سعادة وفي حالة مزاجية أفضل ويخلصنا من المشاعر السلبية التي تنتابنا بسبب ضغوط العمل والحياة عمومًا.
6 – عبر عن نفسك
على الأرجح إنك سمعت بهذا من قبل، الإفصاح عن المشاعر وخوالج النفس للغرباء من أفضل أشكال العلاج النفسي وأكثرها سهولة وفعالية حيث يستطيع الشخص التحدث دون أي عوائق، وهذا يعتبر شكل من أشكال التعبير عن النفس ويساهم بشكل كبير في التخفيف من ضغوط العمل والحياة. وكأشكال أخرى للتعبير عن النفس المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والقيام بأعمال تطوعية وحضور الأعمال الفنية يساعد ذلك في الحد من تأثير ضغوط العمل على حياتنا وحالتنا النفسية والجسدية.
هذه كانت 6 خطوات تساعد في الحد من تأثير ضغوط العمل والحياة على صحتنا النفسية والجسدية، بل وتساهم في تخفيف هذه الضغوط إذا أدركنا كيفية تطبيق هذه الخطوات كما ذكرنا هنا. ويذكر إنه مهما كانت كمية الضغوط والأعباء الملقاة على عاتقنا يبقى بإمكاننا التحكم فيها وإدارتها بالشكل الصحيح لنستمتع بحياتنا بجوانبها المختلفة سواء العمل والحياة الاجتماعية وباقي أنشطة حياتنا كما بينا.