الأسباب التي قد تدفع إلى رفض المرأة للعلاقة الجنسية مع الزوج

بالنسبة للجميع، في بداية العلاقة الزوجية وفي ظل الرغبة بالتقرب أكثر من الشريك ومعرفته عن قرب وحتى على صعيد العلاقة الجنسية يجعل كل من الطرفين يظن إنه سيبقى في حالته هذه من الرغبة والتشوق للشريك طوال العمر، ولا يفكر بتاتًا في المستقبل وما ستؤول إليه علاقتهم! وهل ستبقى على وضعها الحالي من الود والانسجام والرغبة من كل طرف تجاه الآخر؟ في الحقيقة لا أحد من الرجال قد يفكر للحظة في بداية زواجه بأنه قد يواجه مشكلة رفض المرأة للعلاقة الجنسية في وقت ما.

الأسباب التي قد تدفع إلى رفض المرأة للعلاقة الجنسية مع الزوج

بالتأكيد هنا لا أدعو إلى إفساد متعة اللحظة الحالية بالتفكير بالمستقبل وكيف سيكون، ولكن ما أود الحديث عنه هنا هو طبيعة المرأة في العلاقة الجنسية التي تغدو عليها وخاصة في الفترات التي تكون فيها قد مضت سنوات طويلة على زواجها وشراكتها في هذه العلاقة. فالكثير من الأزواج يواجهون هذه المشكلة بعد عدة سنوات من زواجهم.

ما الذي يحصل بعد فترة من الزواج؟

بعد مرور فترة ليست بالقصيرة على الزواج بالتأكيد لا تبقى الأمور كما كانت في السابق أو في المراحل الأولى من الزواج. أحد أكثر هذه الأمور جوهرية والتي تتغير بمرور الأيام على الزواج هو العلاقة الجنسية بين الزوجين.

حيث تعد العلاقة الجنسية شيء جوهري بالنسبة للزوجين منذ بداية الزواج ويستمر ذلك على مستويات تختلف من فترة لأخرى، يطرأ عليها بمرور الأيام تبدلات وتغيرات تجعلها أقل حميمية مما كانت عليه في السابق هذه العلاقة، وهذا يشمل الجانبين طبعًا الرجل والمرأة على حد سواء.

إلا إنه في غالب الأحيان تظهر التغييرات على المرأة بشكل أكبر وتصبح أقل ميلًا ورغبة للممارسة الجنسية وقد تصل الحال إلى رفض المرأة للعلاقة الجنسية مع الرجل، وذلك لأسباب تتعلق بطبيعة المرأة سنتعرف عليها في هذا المقال.

الأسباب التي قد تؤدي إلى رفض المرأة للعلاقة الجنسية

هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى رفض المرأة للعلاقة الجنسية كليًا أو التهرب منها أو النفور من الرجل لسبب ما، أو قد تصبح أقل ميلًا ورغبة لهذه العلاقة. هذه الأسباب قد تكون مرتبطة بالرجل أو بالمرأة وواجباتها تجاه العائلة والعمل والمجتمع أو قد تكون لأسباب صحية أو مرضية تعاني منها المرأة.

أسباب تتعلق بالرجل

لسبب ما قد يغدو الرجل غير كفء لهذه العلاقة أو لا يلقى استحسانها أثناء التواصل الجنسي، فهذه العلاقة يكون الطرفين فيها أقرب من بعضهم أكثر من أي وضع أخر جسديًا وعاطفيًا ولا بد أن يكون هناك تكامل وانسجام بين الطرفين حتى تكتمل هذه العلاقة وتجذب المرأة.

فقد يكون الرجل فظ بما فيه الكفاية أثناء الممارسة الجنسية ولا يقدر حاجة المرأة ومتطلباتها، وبالتالي يتصرف بأنانية تجعل المرأة تنفر منه ولا تستحسن العلاقة معه.

أسباب أخرى تتعلق بالاحترام المتبادل بين الطرفين، عندما لا ترى المرأة بأن الزوج يبادلها ذات الاحترام التي تستحقه بالتأكيد لن تكون متحمسة للعلاقة الجنسية معه ويؤدي الحال إلى رفض المرأة للعلاقة.

لسبب ما قد تغيب الثقة بين الطرفين أو من أحدهم تجاه الأخر فيؤثر ذلك على العلاقة، في حال اكتشفت الزوجة إن الزوج يشاهد أفلام البورنو مثلًا بالتأكيد ستتأثر ثقتها به.

من الأسباب التي قد تدفع المرأة لرفض العلاقة الجنسية غياب الجاذبية التي كانت تراها في الزوج أو ربما عدم اهتمام الرجل بالنظافة الشخصية فيما يتعلق بجسده وما إلى ذلك، أو حتى ظهور رائحة الفم الكريهة قد يدفع المرأة للتهرب.

غياب أو ضعف التواصل اللفظي والعاطفي بين الزوجين يؤثر على رغبة المرأة تجاه العلاقة الحميمة ويجعلها أقل ميلًا لذلك حيث تتحول العلاقة الجنسية لمجرد تواصل لإمتاع الرجل وإشباع رغباته فقط، خصوصًا وإن المرأة ليس كما الرجل فالأحاسيس والمشاعر والعواطف بالنسبة لها مهمة جدًا أكثر من الرجل.

تحول العلاقة الجنسية لمجرد علاقة جامدة وجافة وخالية من أي تواصل حميمي بين الطرفين، أي أن تتحول العلاقة لمجرد عملية للتفريغ عن رغبات الرجل يجعل ذلك من الصعب على المرأة الاستمرار في علاقة بهذا الشكل. من المهم جدًا بالنسبة للمرأة سماع الإطراء والتعبير عن العواطف والمشاعر بين الحين والآخر أو قبل الشروع في التواصل الجنسي كتمهيد لعلاقة أكثر حميمية.

أسباب تتعلق بمسؤوليات المرأة

بمرور الأيام تصبح المرأة أكثر انشغالًا بمسؤولياتها وواجباتها والتزاماتها المهنية والعائلية والاجتماعية، وعلى إثر ذلك تقل اهتماماتها بالعلاقة الجنسية نتيجة الانشغال بمثل هذه الأمور.

ضغوط العمل والمشاكل المرافقة لذلك والتعب والإجهاد الذي يحصل ينعكس على ميل المرأة تجاه التواصل الجنسي وتغدو أقل رغبة بذلك. هذا قد يكون أحد الأسباب التي تؤدي إلى رفض المرأة للعلاقة الجنسية مع الزوج أو النفور منها.

المسائل المتعلقة بالأطفال وأمور تربيتهم والعناية بهم من حيث المأكل والملبس والدراسة والتعليم، كلها تشغل حيز من اهتمامات المرأة ووقتها على حساب الأمور الأخرى من ضمنها التواصل الجنسي مع الزوج.

الواجبات الاجتماعية التي تفرض على المرأة بحكم العلاقات والصداقة والأقارب كلها من الأمور التي تؤثر على الحياة الزوجية وتجعل المرأة أقل ميلًا لذلك.

أسباب صحية

واحدة من الأمور التي قد تسبب مشاكل للمرأة في علاقتها الجنسية مع الزوج هو الحمل والإنجاب، خلال فترة الحمل وبعد الإنجاب قد تتحول العملية الجنسية بالنسبة إلى المرأة شيء مؤلم الأمر الذي قد يتطلب معالجة طبية في غالب الأحوال.

بعض النساء يصبن بعد الإنجاب بما يعرف “اكتئاب ما بعد الولادة” وهي حالة من الاكتئاب النفسي شائعة لدى الكثير من النساء بعد الولادة تؤدي إلى عدم تقبل المرأة للعلاقة الزوجية مع الرجل.

كثيرًا ما تصاب النساء بخلل في التوازن الهرموني في الجسم يؤدي إلى اضطرابات نفسية وجسدية تجعلها غير متقبلة للعلاقة الكاملة مع الرجل، أو تجعلها في مزاج غير ملائم لإقامة أي شكل من التواصل الجنسي مع الزوج.

هذه هي أهم الأسباب التي قد تكون خلف رفض المرأة للعلاقة الجنسية أو نفورها منها.

كيف يمكن التغلب على رفض المرأة؟

أولى الخطوات التي يجب على الرجل القيام بها في حال واجهته مشكلة من هذا النوع هي تحديد السبب وراء رفض المرأة للعلاقة الجنسية سواء كان رفض كلي أو مجرد التهرب منها في بعض الأحيان أو حتى النفور من الزوج.

الأمور قد تسهل بعض الشيء بعد تحديد السبب لذلك، حيث يمكن البدء بمعالجة الأمر أيً يكن. ففي حال كان السبب متعلق بالزوج لا بد للزوج من تحديد تفاصيل ذلك، يمكن محادثة الزوجة في هذا الموضوع بطريقة ما لتساعد في تحديد الأسباب في الزوج والتي تجعلها تنفر من العلاقة الجنسية ولا بد للزوج من تقبل الأمر أيً يكن حتى تحل المشكلة.

في حال كانت الأسباب متعلقة بمسؤوليات المرأة والتزاماتها يمكن التفاهم بين الطرفين ضمن حوار لهذا الموضوع ليؤدي ذلك إلى مزيد من التفاهم، وبالتالي تنظيم أكثر للأوقات حتى يتسنى للزوج والزوجة التمتع بالوقت الخاص بهم كزوجين.

أما في حال كانت الأسباب مرضية فيستلزم ذلك معالجة طبية، سواء كان لأسباب صحية نفسية أو جسدية لا بد من التواصل مع الطبيب المختص لمعالجة الأمر والتخلص من المشكلة.

ومن الجدير بالذكر إنه سبق وناقشنا ما الذي يجب على الرجل فعله في حال رفض الزوجة للعلاقة ضمن هذا المقال حيث يمكنك الاطلاع عليه لمزيد من التفاصيل في هذا الموضوع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *